الاثنين، 26 أبريل 2010

الأسرة المالكة ..






هذا اول يوم من ايام الشهر المبارك ..
وكما هى العاده دعينا على الافطار عند عمى والحقيقة كانت وليمة رائعة ..بعد الافطار اسرعت الى ارتداء ملابسى وخرجت سريعا مع بيبو لصلاة التراويح مفضلتين الا ننتظر الباقى حتى نجد مكانا لنا فى المسجد ..
بينما نحن نجد فى السير ..رأينا _في ذهول_ أحد المارة ينظر لنا في اجلال واحترام .. ويسرع بازالة ما يعترض طريقنا من عثرات ..ثم انحنى حوالى الف مرة وهو يقول: تفضلا يا أميرتاى..!!
نظرت الى شقيقتى فوجدت وجهها بمثابة مراة تعكس علامات الاستفهام على وجهى .. لكن لم يكن هناك وقت للتوقف او التفكير .. أسرعنا أكثر حتى وصلنا للمسجد المنشود .. ملاقين فى طريقنا أمثال ذلك المار العجيب .. ينحنون ويتراجعون بظهورهم سامحين لنا بالمرور ..!!
ما ان دلفنا الى المسجد حتى زاد اتساع عينانا حتى شملتا الوجه كله .. فقد كان المسجد مزدحما جدا _مثل حالته فى ليلة السابع والعشرين_ ولم نجد لنا مكانا الا على الدرج ..
وقفت بجوارى فتاة ما ان رأتنى حتى تكرر ذلك المسلسل الملل .. أخذت تنحنى وتتراجع حتى كادت تسقط من على الدرج ..أمسكت بيدها فى اللحظة الاخيرة وقررت الا اتركها حتى افهم منها ما يحدث..نظرت الفتاة لى فى رعب ثم الى يدها فى ذهول وقالت .. شكرا شكرا يا صاحبة السمو .. انا اسفة جدا على خرقى .. شكرا لك شكرا جزيلا .. وكادت تخرج من المسجد لولا ان امسكتها و صرخت فيها : ما بك ؟؟ لم تقولين لى يا صاحبة السمو ؟؟ ثم الى اين انت ذاهبة ؟؟ لن تجدى مكانا فارغا للصلاة الان .. ارجعتها الى مكانها وقلت لها فلتصل هنا ..قالت فى فرحة ملهوفة : بالتأكيد بالتأكيد يا مولاتى هذا شرف لى ..
كاد عقلى يطير من مكانه ويحلق عاليا حتى قمة المئذنة الجميله ثم يلقى بنفسه من هنالك ..سألتها .. : والان .. ما كل هذا الاحترام والتبجيل ؟؟ قالت وقد اصفر وجهها : لانك أميرة من الاسرة المالكة ..! كدت اقتلع عينيها لولا ان انقذها منى صوت الاذان .. تركتها على ان اعود لاستجوابها بعد الصلاة .. ولا شك انها ستكون مهمة سهلة لما تكنه لى من الاحترام والتبجيل ..!! الله اكبر .. بدأت الصلاة ..
انتهت الصلاة واختفت الفتاة من جوارى ..! بعد تمام التراويح عدنا الى المنزل شعرت بالصداع وانبثقت الحرارة من وجهى ويداى ... ثم امسكنى الدوار وزاغت نظرتى .. نظرت الى أمى ولشدة عجبى رأيتها ترتدي زى الملوك وتضع تاجا عظيما فوق رأسها ..!!رباه .. لابد انها هلاوس .. بالتأكيد انا تأثرت بتلك الفتاة العجيبة فى المسجد ..ذهبت مترنحة الى فراشى وعندما ايقظتنى أمى للسحور وجدتها بذلك الزى الملكي .. قلت لها رغما عنى : شكرا .. شكرا يا جلالة الملكة ..!! نظرت حولى فى ذهول .. رأيت شقيقاتى وقد ارتدت كل منهن زيا جديرا بالاميرات و فوق رأس كل منهن تاجا يزين جبينها .. كنت انحنى لكل منهن وهن ينظرن الى فى تعجب .. نظرت فى المراة لأرى شكلى فوجدتنى فى صورتى المعتادة .. ماذا يحدث بالضبط ؟؟
ذهبت الى شقيقتى الصغرى بزيها الفخم وقلت لها فى توسل : أميرتى أرجوك .. أخبرينى ماذا يحدث ..
أشارت الى أن اتبعها ففعلت .. أحضرت كتابا من المكتبة وفتحته لى على صفحة معينه ثم تركتنى وذهبت .. نظرت فى الكتاب .. وفهمت كل شيء .. كان مكتوبا فى تلك الصفحة بخط عريض :

الصحة تاج على رؤوس الأصحاء .. لا يراه الا المرضى


نعم لقد كانت تلك الفتاة فى المسجد مريضة .. ويبدو أننى التقطت العدوى منها ... بعد يومين عدت للخروج الى الصلاة .. فاذا انحنى احدهم لى فى الطريق او فى المسجد .. كنت ابتسم وأدعو له .. شفاك الله وعافاك ..



27 سبتمبر 2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق